نظمت شبكة البرلمانيات العربيات وجمعية سنابل الريف، الثلاثاء في المركز الثقافي في عجلون ندوة بعنوان “مشاركة المرأة في الأحزاب السياسية الواقع والطموح”، بمشاركة العين وزير الإعلام الأسبق معالي الدكتور محمد المومني، وسعادة العين السابق الدكتورة نوال الفاعوري، ورئيس جامعة عجلون الوطنية الأستاذ الدكتور فراس الهنانده، ورئيس جمعية سنابل الريف الدكتورة إنصاف المومني.
وقال المومني إن هذه المرحلة مهمة للنساء الأردنيات من أجل إدماجهن في العمل السياسي والاقتصادي، حيث أن المرأة تمثل نصف المجتمع ولكن طاقتها الإنتاجية معطلة بسب ضعف مشاركة المراة في العمل العام اقتصادياً وسياسياً، مشيراً إلى أن محافظة عجلون كانت وما زالت السبّاقة بتقدّم المراة في التعليم والعمل.
وأضاف الموني أن قانون الانتخاب الحالي ميّز المرأة وعمل على دعمها للدخول إلى المجلس النيابي القادم، حيث يتوقع بأن يكون عدد النساء في الدورة البرلمانية القادمة هو الأكثر في الدورات البرلمانات في الأردن، لافتا إلى أن انخرط المراة في العمل العام ينتج مجتمعاً قوياً متمكناً سياسياً واقتصادياً.
ودعا المومني المرأة والشباب إلى المشاركة العامة سواء بالأحزاب أو المجالات التطوعية المختلفة لتكوين شبكة معرفية واسعة، بالإضافة إلى ضرورة بناء القدرات السياسية والاقتصادية للشباب والمرأة لتصبح منبراً وقوةً للتاثير على المجتمع، مؤكداً الحاجة إلى تحديث الثقافة المجتمعية بتغليب العقلانية وقبول الآخر لبناء الثقة بالعمل السياسي والحزبي وتوسيع الانخراط المجتمعي فيه.
من جهته، قال الهنانده أن الجامعة تعتبر هي المؤسسة الأولى التي تُعنى بتحقيق مكانة المرأة في المجتمع تربوياً وعلمياً، لافتا إلى أنها وضعت نصب أعينها مكانة المرأة وسعت إلى تمكينها على مختلف الأصعدة التربوية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية، كما سعت إلى تربية الجيل الناشئ على ثقافة حقوق المرأة واحترام مكانتها، مؤكدا على أهمية استثمار فترة الجامعة لتطوير المهارات للاندماج مع مخرجات المجتمع والدولة ليكون الخريج قائداً أو مؤثراً، وأضاف ان الجامعات حاضنات فكرية وسياسية واقتصادية واللجان تنسجم مع التحديث الاقتصادي والسياسي، واعتبرها مطبخاً سياسياً واقتصادياً لانتاج وإخراج شباب ونساء متمكين أكاديمياً ومصقولين اقتصادياً.
كما أكد الهنانده على أهمية الثورة التكنولوجية وضرورة معاصرتها، نظراً لما لها من دور أكاديمي وسياسي واقتصادي يجب مجاراته، فالمعرفة العملية رافعة مهمة للجميع، فهي مهمة أكثر من العلوم المعرفية، معرباً عن أمله في أن يتم إنشاء مراكز لدراسات للمراة داخل الجامعات مشيراً أن الجامعة أنشأت مؤخراً مركزاً لدراسات المرأة سوف يتم افتتاحه قريباً.
وأكدت الفاعوري بدورها، والتي أدارت الندوة حرص جلالة الملك عبد الله الثاني على تعزيز دور المرأة والشباب وحرص الأردن على تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً منذ تأسيسه، حيث شغلت الأردنيات أرفع المناصب السياسية والدبلوماسية، مبينةً أن الأردن سبق الكثير من الدول في منح المرأة حقوقها السياسية، ودليل على ذلك، وجودها في مواقع قيادية، وأشارت إلى أن الأحزاب السياسية هي الركيزة الأساسية للبناء الديمقراطي، لافتةً إلى أن قضية المرأة الأردنية هي قضية فرص.
وأضافت الفاعوري إلى أهمية ضمان تمثيل المرأة، فقد نصت قوانين الانتخاب في الأردن على مدى العقدين الماضيين على وجود كوتا للنساء، ولأن الكوتا وحدها لا تكفي، حرصت اللجنة الملكية على تعزيز ذلك وشموله بنصوص واضحة في الدستور وفي القوانين الناظمة للانتخاب والأحزاب وفي توصياتها حول الحكم المحلي وعززته بتوصيات ذات انعكاس ثقافي.
وقالت المومني من مبادرة التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة ورئيسة جمعية سنابل الريف إن حقوق المرأة في الإسلام من أقدس الحقوق، ومتساوية بالأهمية وبدور تكاملي مع دور الرجل.
وأضافت أن مهمة الأمومة بالنسبة للمرأة لا يتعني خروجها أدوارها الفعالة في المجتمع، بل ذلك يزيد من فرص تحقيق الإنجاز، مؤكدة على دور المرأة في العصر الحديث والمتمثل في بشكل واضح في النهضة العربية والحياة الحزبية والسياسية والذي نتج عنه حصولها على حقوقها السياسية، مؤكدة على أهمية إيمان النساء بدورهن ودعم نظيراتهن من النساء اللواتي يفضلن الانخراط في العمل العام .
وفي نهاية الندوة التي حضرها فاعليات رسمية وشعبية ونقابية وحزبية ومؤسسات مجتمع مدني دار حوار بين المتحدثين والحضور .